لم يعد التقييم في التعليم الحديث مجرد وسيلة لرصد الدرجات أو تصنيف المتعلمين، بل أصبح أداة مركزية لتحسين التعلم وتوجيهه. فالتقويم من أجل التعلم (Assessment for Learning - AfL) يركّز على تمكين الطالب من فهم أهداف التعلم، ومعرفة مستواه الحالي، والطريق الذي يحتاج أن يسلكه للتحسين.
في الوقت الذي يهدف فيه التقويم التقليدي إلى الحكم على أداء المتعلم في نهاية الوحدة أو الفصل، فإن التقويم من أجل التعلم يُمارس بشكل مستمر أثناء العملية التعليمية، ويهدف إلى تحسين الأداء من خلال التغذية الراجعة البنّاءة (Black & Wiliam, 1998).
هذا النوع من التقويم يدفع المعلم لتعديل أساليبه التعليمية، ويشجع الطالب على أن يكون مشاركًا فاعلًا في عملية التعلم، لا مجرد متلقٍ
وقد أشارت دراسات تربوية عديدة إلى أن استخدام أساليب التقويم من أجل التعلم يسهم في رفع تحصيل الطلبة، خصوصًا من ذوي التحصيل المتدني
(Black & Wiliam, 2009)
المعلم ليس فقط ناقلًا للمعرفة، بل هو ميسّر يساعد الطالب على أن يدرك مواطن القوة والضعف في تعلمه. وعليه أن يُوظّف التقويم كأداة للتوجيه، لا للمحاسبة فقط. فحين تصبح بيئة الصف داعمة وآمنة، يصبح الخطأ فرصة للتعلم وليس سببًا للإحباط
التقويم من أجل التعلم هو نقلة نوعية في فلسفة التعليم، يركّز على التطوير بدلاً من التصنيف، وعلى الفهم العميق بدلاً من الحفظ السطحي. وعندما يُفعل بشكل صحيح، فإنه يُسهم في بناء متعلم واعٍ، نشط، ومسؤول عن تعلّمه