Blogs » منهج تحصيلي » التقويم من أجل التعلّم: مو بس درجات!

التقويم من أجل التعلّم: مو بس درجات!

  • التقويم من أجل التعلم: أكثر من مجرد درجات

    لم يعد التقييم في التعليم الحديث مجرد وسيلة لرصد الدرجات أو تصنيف المتعلمين، بل أصبح أداة مركزية لتحسين التعلم وتوجيهه. فالتقويم من أجل التعلم (Assessment for Learning - AfL) يركّز على تمكين الطالب من فهم أهداف التعلم، ومعرفة مستواه الحالي، والطريق الذي يحتاج أن يسلكه للتحسين.

    ما الفرق بين التقويم من أجل التعلم والتقويم التقليدي؟

    في الوقت الذي يهدف فيه التقويم التقليدي إلى الحكم على أداء المتعلم في نهاية الوحدة أو الفصل، فإن التقويم من أجل التعلم يُمارس بشكل مستمر أثناء العملية التعليمية، ويهدف إلى تحسين الأداء من خلال التغذية الراجعة البنّاءة (Black & Wiliam, 1998).

    هذا النوع من التقويم يدفع المعلم لتعديل أساليبه التعليمية، ويشجع الطالب على أن يكون مشاركًا فاعلًا في عملية التعلم، لا مجرد متلقٍ

    (Black & Wiliam, 2009)

    خصائص التقويم من أجل التعلم

    يُركّز على التغذية الراجعة بدلاً من التصحيح فقط

    يشجّع الطالب على التقييم الذاتي والتفكّر في مستوى تقدمه

    يُعزّز الحوار الصفي الذي يساهم في بناء الفهم

    يوجّه العملية التعليمية نحو أهداف واضحة ومفهومة للطالب

    وقد أشارت دراسات تربوية عديدة إلى أن استخدام أساليب التقويم من أجل التعلم يسهم في رفع تحصيل الطلبة، خصوصًا من ذوي التحصيل المتدني

    (Black & Wiliam, 2009)

    أمثلة على استراتيجيات التقويم من أجل التعلم

    استخدام الأسئلة المفتوحة التي تثير التفكير

    تطبيق "تذاكر الخروج" لتقييم فهم الدرس بشكل سريع

    إشراك الطلاب في وضع معايير التقييم

    تقديم تغذية راجعة تصف مستوى الأداء بدلاً من الاقتصار على إعطاء درجة

    دور المعلم في التقويم البنائي

    المعلم ليس فقط ناقلًا للمعرفة، بل هو ميسّر يساعد الطالب على أن يدرك مواطن القوة والضعف في تعلمه. وعليه أن يُوظّف التقويم كأداة للتوجيه، لا للمحاسبة فقط. فحين تصبح بيئة الصف داعمة وآمنة، يصبح الخطأ فرصة للتعلم وليس سببًا للإحباط

    خلاصة

    التقويم من أجل التعلم هو نقلة نوعية في فلسفة التعليم، يركّز على التطوير بدلاً من التصنيف، وعلى الفهم العميق بدلاً من الحفظ السطحي. وعندما يُفعل بشكل صحيح، فإنه يُسهم في بناء متعلم واعٍ، نشط، ومسؤول عن تعلّمه